الأربعاء 5 فبراير 2025 | 10:54 ص

"وعد من لا يملك لمن لا يستحق".. ترامب يطمع في امتلاك غزة ونتنياهو يصطاد بالماء العكر

شارك الان

"وعد من لا يملك لمن لا يستحق".. تلك العبارة الشهيرة التي تلخص واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط، ففي عام 1917، أصدرت الحكومة البريطانية وعد بلفور، الذي وعد من خلاله وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور بإقامة "وطن قومي" لليهود في فلسطين، على الرغم من أن بريطانيا لم تكن تملك هذه الأرض أصلاً.

ورغم أن هذا الوعد لم يكن له أي أساس قانوني، فقد شكل مقدمة للعديد من الأحداث المدمرة التي لا تزال تؤثر على المنطقة حتى يومنا هذا.

واليوم، بعد أكثر من مئة عام، تكرر الولايات المتحدة الأمريكية نفس المنهج عندما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات تطمح إلى "امتلاك غزة"، في خطوة مماثلة للوعد البريطاني، التي أثارت ردود فعل غاضبة من كافة الأطراف الفلسطينية والعربية.

وفي تصريحاته اعتبر "نرامب"، أن الولايات المتحدة يجب أن تتولى السيطرة على القطاع الفلسطيني المحاصر، بحجة إعادة إعماره وإيجاد فرص اقتصادية لسكانه.

وهذه التصريحات، التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاقت ترحيبًا إسرائيليًا ورفضًا عربيًا واسعًا، وسط مخاوف من محاولات فرض واقع جديد في غزة يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حساب الفلسطينيين.

ترامب: سنمتلك غزة ونغير مستقبلها

وخلال المؤتمر الصحفي، صرح ترامب بأن الولايات المتحدة ستتولى تفكيك القنابل غير المنفجرة والأسلحة الخطرة في قطاع غزة، مضيفًا أنه سيتم "تسوية القطاع بالأرض وإنشاء مشاريع اقتصادية"، في إشارة واضحة إلى تغيير التركيبة السكانية والمشهد الجغرافي للقطاع.

كما زعم أن الفلسطينيين سيودون مغادرة غزة إلى أماكن أخرى إذا توفرت لهم الفرصة، مشيرًا إلى إمكانية إعادة توطينهم في دول مجاورة مثل مصر والأردن.

وأثار ترامب الجدل عندما تحدث عن مستقبل غزة، مشيرًا إلى أنه يرغب في تحويلها إلى منطقة جذب عالمي، حيث يمكن للناس من مختلف أنحاء العالم الإقامة فيها.

ورغم الرفض الرسمي من مصر والأردن، أصر ترامب على أن الدولتين ستوفران الأراضي اللازمة لتنفيذ خطته.

نتنياهو: فكرة تغير التاريخ

على الجانب الإسرائيلي، رحّب نتنياهو بأفكار ترامب، واصفًا إياها بأنها "جديرة بالاهتمام" وقادرة على تغيير التاريخ. وأشاد برؤية ترامب التي وصفها بأنها "خارج الصندوق"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق مستعد لنسف التفكير التقليدي بشأن غزة.

وبينما لم يتطرق نتنياهو بشكل واضح إلى موقفه من إدارة الولايات المتحدة للقطاع، إلا أن دعمه العلني لفكرة السيطرة الأمريكية يعكس محاولة إسرائيلية للتهرب من مسؤولية الاحتلال المباشر، وإلقاء تبعات القضية على واشنطن، مع استمرار تل أبيب في فرض نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة.

مخاوف من مخطط جديد لتهجير الفلسطينيين

لم تكن تصريحات ترامب مفاجئة بالنسبة للكثيرين، إذ تأتي ضمن سياسات أمريكية متطرفة تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما أن ترامب نفسه كان قد دعم قرارات مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.

ومع إصراره على أن الفلسطينيين لا يملكون أي خيار سوى مغادرة غزة، تتصاعد المخاوف من مخطط تهجير قسري جديد، يستهدف تفريغ القطاع من سكانه، وفرض حل يخدم الأجندة الإسرائيلية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه غزة وضعًا إنسانيًا مأساويًا جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات، حيث تعاني من تدمير واسع للبنية التحتية، ونقص حاد في الخدمات الأساسية، ما يجعل أي محاولة لفرض حلول خارجية غير مقبولة فلسطينيًا ودوليًا.

زيارة مرتقبة.. وقرار بشأن الضفة قريبًا

وفي سياق متصل، كشف ترامب عن خططه لزيارة كل من غزة، وإسرائيل، والسعودية خلال رحلة قريبة إلى الشرق الأوسط، دون تحديد موعد رسمي.

كما أشار إلى أن موقف الولايات المتحدة بشأن سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية لم يُحسم بعد، لكنه سيتخذ قرارًا قريبًا حول هذه القضية.

رفض عربي وإسلامي واسع

قوبلت تصريحات ترامب برفض واسع من الدول العربية والإسلامية، حيث أكدت مصر والأردن مرارًا رفضهما لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو توطينهم خارج وطنهم.

كما حذرت المنظمات الفلسطينية من أن أي محاولة لفرض سيطرة أجنبية على غزة ستواجه بمقاومة شعبية شرسة، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه مهما كانت الإغراءات أو الضغوط.

سيناريوهات المستقبل: هل تتحول غزة إلى ورقة مساومة؟

يبدو أن خطة ترامب تعكس محاولات جديدة لفرض واقع جيوسياسي مختلف في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى إعادة رسم حدود النفوذ في فلسطين.

وبينما يروّج ترامب لمشروعات اقتصادية وخطط "تنموية"، فإن الواقع يشير إلى أن الهدف الحقيقي هو تفريغ القطاع من سكانه، وإعادة توجيه دفته وفقًا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية.

ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الخطة في تغيير مستقبل غزة، أم أنها مجرد مناورة سياسية ستنتهي برفض فلسطيني وعربي ودولي قاطع؟


استطلاع راى

مـــع أم ضــــد اعتمـــاد نظـــــام البكالوريا بديلا للثانويـــــــة العامـــــــــــــة

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 3990 جنيهًا
سعر الدولار 50٫26 جنيهًا
سعر الريال 13٫35 جنيهًا
الاكثر قراءه